كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 16)
ابن حبان في (الثقات) وقال: "ربما أخطأ". وذكر ابن خلفون فى (الثقات) "أنه تغير، وأن من سمع منه قديمًا فحديثه صالح". انظر (تهذيب التهذيب ٦/ ٣٤). وقال الذهبي: "تابعي صويلح الحال" (ميزان الاعتدال ٢/ ٥٠٦). وقال الحافظ: "صدوق تغير بأخرة" (التقريب ٣٦٢٣).
وذكر الحديث ابن عدي في ترجمة أبي ريحانة من (الكامل ٧/ ٧٥) ونقل عن النسائي أنه قال فيه: "ليس بالقوي"، ولم يذكر له سوى هذا الحديث وقال: "وهذا الحديث معروف عن سفينة من رواية أبي ريحانة عنه، وهو عزيز الرواية، ولا أعرف له منكرًا فأذكره".
قلنا: وورد عند مسلم وغيره في آخر هذا الحديث: [وقال: وقد كان كبر، وما كنت أثق بحديثه]. فالقائل - فيما يبدو لنا وهو ظاهر صنيع مغلطاي في (إكماله ٨/ ٢٠٨)، والحافظ في (تهذيبه)، وغيرهما - هو إسماعيل ابن علية، يريد أبا ريحانة، وقد وصفه بالتغير غير واحد، كما تقدم في ترجمته.
وذهب النووي في (شرح النووي ٤/ ٨) إلى أن القائل (وقد كان كبر) هو أبو ريحانة، والذي كبر هو سفينة. قال: "ولم يذكر مسلم رحمه الله تعالى حديثه هذا معتمدًا عليه وحده، بل ذكره متابعة لغيره من الأحاديث التي ذكرها. والله أعلم".
قلنا: وفيما قاله نظر ظاهر، فالموصوف بالتغير هو أبو ريحانة، ولم يصف أحدٌ سفينة رضي الله عنه بتغيرٍ، ولا عهدنا أن يقول التابعي فيما يرويه عن الصحابي: "وما كنت أثق بحديثه"!
فالصحابة رضوان الله عليهم من تمام عدالتهم - كان أحدهم إذا شك في الحديث توقف ولم يُحَدِّث به تورعًا.
الصفحة 112
626