كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 16)

وقد تُكلِم في سماع أبي ريحانة من سفينة:
فقال ابن حبان في ترجمة أبي ريحانة: "يروي عن سفينة إن كان سمع منه" (الثقات ٥/ ٣٦).
ولذا قال مغلطاي - معلًّا هذا الحديث -: "فيه علة خفيت على من صححه، وهي الانقطاع المنافي للصحة فيما بين أبي ريحانة وسفينة؛ نَصَّ على ذلك أبو حاتم البُسْتي، فإنه لما ذكره في (الثقات) تردد في سماعه من سفينة بعد وصفه إياه بالخطأ.
وبنحوه ذكره الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل؛ فإن محمد بن موسى لما سأله عنه قال: ما أعلم إلا خيرًا. قلت: سمع من سفينة؟ قال: ينبغي، هو قديم، سمع من ابن عمر.
فهذا من أبي عبد الله ظَنٌّ وحسبان لا قطع ببرهان، ولا كل من سمع من شخص ينبغي له السماع من قرينه! ! هذا الزهري سمع من جماعة من الصحابة، منهم ابن عمر، ولم يسمع من بعض التابعين، والحسن سمع من علي وأبي عثمان، ولم يسمع ممن تُوفيَ بعدهما بنحو من ثلاثين سنة، والله أعلم" (شرح ابن ماجه لمغلطاي ١/ ٦٧ - ٦٨).
قلنا: لكن صرح أبو ريحانة بسماعه من سفينة في هذا الحديث، عند ابن المنذر في (الأوسط ٣٢٦)، وابن عدي في (الكامل ٧/ ٧٥) من طريقين عن مُسَدَّد عن بِشْر بن المُفَضَّل عن أبي ريحانة.
وكذا عند أحمد (٢١٩٣٠) والأثرم (٨٥) وغيرهما، من طريق علي بن عاصم عن أبي ريحانة.
وقد جزم بسماعه من سفينة: البخاري في (التاريخ الكبير ٥/ ١٩٨)، وتبعه

الصفحة 113