كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 16)
وينكره" (جامع التحصيل ٤٠٨).
لكن جزم البخاري في (التاريخ الكبير ٥/ ٥٦) بسماعه منها، وأخرج مسلم لعبد الله البهي عن عائشة رضي الله عنها حديثًا واحدًا، كذا بدون واسطة، قال العلائي: "وكأن ذلك على قاعدته" (جامع التحصيل ٤٠٨).
قلنا: وأخرج مسلم له حديثين آخرين عن عروة عن عائشة.
ولذا انتقد الأولَ الدارقطنيُّ؛ فقال: "وأخرج مسلم حديث السدي عن البهي عن عائشة: ((خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الثَانِي ثُمَّ الثَّالِثُ))، والبهي إنما روى عن عروة عن عائشة. والله أعلم" (التتبع ص ٣٧٥).
وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي متكلم فيه أيضًا، وقال عنه الحافظ: "صدوق يهم" (التقريب ٤٦٣).
ومع ما تقدم كله، قال الحافظ ابن حجر - عقب الحديث -: "إسناده حسن"! (المطالب العالية ٢/ ٧٢).
وهذا منه ليس بحسن؛ فإن محمد بن أبي حفص لو انفرد ابن حبان بتوثيقه لم يُقبل، فكيف وقد قال فيه ابن حبان: "كان ممن يخطئ"؟، وتكلم فيه الأزدي أيضًا، فأنَّى لمثل هذا أن يُحَسَّن حديثُه؟! فضلًا عن الكلام في السدي والبهي، وقد تفردا بهذا اللفظ. والله أعلم.
* * *
الصفحة 122
626