كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 16)

ورواه أبو علي ابن السكن - كما في (بيان الوهم والإيهام ٥/ ٢٧٠) -: عن عبد الله بن سليمان، عن هارون بن إسحاق، قال: حدثنا ابن فضيل، عن حصين، وآخر ذكره عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر، به.
وهذا إسناد رجاله ثقات، فحصين هو ابن عبد الرحمن السُّلمي: "ثقة من رجال الشيخين" (التقريب ١٣٦٩).
وقال الحاكم - عقبه -: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ".
وقال ابن القطان: "وأعرف لهذا المعنى إسنادًا جيدًا من رواية جابر بن عبد الله"، فساق طريق ابن السكن، ثم قال: "هذا إسناد صحيح على مذهب أبي محمد في قُبول روايات أبي بكر عبد الله بن أبي داود ... ، والحديث في كتاب مسلم من فعله عليه السلام لا من قوله، من رواية جابر وأنس، فاعلم ذلك" (بيان الوهم والإيهام ٥/ ٢٧٠).
وصححه مغلطاي في (شرح ابن ماجه ١/ ٧١).
وصححه الألباني في (السلسلة الصحيحة ١٩٩١)، وفي (صحيح أبي داود ١/ ١٥٧ - ١٥٨).
قلنا: ولكن ذكر (حصين) في سنده لا يخلو من نظر؛ فقد تفرد بذكره ابن فضيل مقرونًا بيزيد بن أبي زياد، والمشهور في هذا الخبر من رواية يزيد بن أبي زياد - وحده - عن سالم بن أبي الجعد، به. هكذا رواه أبو عَوانة وهشيم وخالد بن عبد الله الواسطي وعبد السلام بن حرب وغيرهم عن يزيد، به.
فنخشى أن يكون دخل لابن فضيل حديث في حديث، أو نحو ذلك.

الصفحة 133