كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 16)

مراسيل أسندها، فمنها: حديثه بهذا الإسناد في الذي توضأ وترك على قدمه لمعة لم يصبها الماء" (شرح علل الترمذي ٢/ ٧٨٤).
وأما الدارقطني فاختلف النقل عنه؛ فقال - عقبه -: "تفرد به جرير بن حازم عن قتادة وهو ثقة". كذا في مطبوع (السنن)، وكذا نقله عنه غير واحد من أهل العلم.
ولكن جاء نص كلامه فيما نقله عنه الضياء في (المختارة ٧/ ٣٢): "انفرد به جرير بن حازم وهو ثقة، ولم يروه عنه غير ابن وهب".
وقال في (الأفراد) في ترجمة قتادة عن أنس: "تفرد به جرير بن حازم عنه، ولم يروه عنه غير ابن وهب" (أطراف الغرائب والأفراد ٩٧٥). وكذا نقله مغلطاي في (شرح ابن ماجه ٣/ ٢١٨).
فهذا الأخير قد يفيد إعلاله للحديث، بخلاف الأول.
وأَبَى الشيخ الألباني القول بإعلال الحديث؛ وأجاب عن تعليل العلماء إياه، فقال: "ابن وهب ثقة حافظ؛ فلا يضر تفرده به، وكذلك جرير بن حازم؛ حتى قال الذهبي في ترجمته من (الميزان): هو أحد الأئمة الكبار، ولولا ذِكر ابن عدي له لما أوردته. ثم ذكر بعض أقوال الأئمة فيه، وفي بعضها التكلم في روايته عن قتادة خاصة ... ، ونحن نرى أن الحديث صحيح؛ فإن جريرًا ثقة حجة بالاتفاق إلا في روايته عن قتادة، وليس عندنا ما يدل على أنه وهم في روايته هذه عنه" (صحيح أبي داود ١/ ٣٠٨ - ٣٠٩).
قلنا: بل تَفَرُّد مثله عن مثل قتادة بهذا الحديث يُعَدُّ منكرًا، فأين أصحاب قتادة من هذا الحديث، وهو أصل في عدة أبواب من أبواب الوضوء؟ ! .
كيف وقد تفرد عنه كذلك ابن وهب المصري دون أهل بلده من البصريين؟ !

الصفحة 70