كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 16)

هو ابن عبد الملك ضعفه ابن معين (¬١)، فلا ينفعه ذكر ابن حبان له في "ثقاته" (¬٢)؛ لما عُرِفَ من توسُّعه. وشيخه عبد العزيز فيه مقال (¬٣)، وروايته مرسلة، لأنه لم يُدرِك القصة، ولعل قوله: "يريد أن يُدرك الركعةَ" من ظنِّ عبد العزيز، ومع ذلك فوَقْعُ كلمة "ركعة" في هاتين الروايتين في سياق بيان أنه جاء والنبي - صلى الله عليه وسلم - راكع ربما يُسوِّغ في حملها على معنى الركوع، والله أعلم.
وأما الدلالة الثانية وهي قولهم: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقرَّ أبا بكرةَ على السلام معه، ولم يأمره بإتمامٍ ولا إعادةٍ"= ففي هذه الدعوى نظرٌ، ولفظ البخاري في "الصحيح" (¬٤) من طريق همَّام عن زياد الأعلم عن الحسن عن أبي بكرة: ... فذَكَر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال: "زادك الله حرصًا ولا تَعُدْ"، كما تقدم أولَ الرسالة، وليس فيه ما يُثبِت هذه الدعوى. ونحو ذلك من "سنن" أبي داود والنسائي (¬٥) من طريقي سعيد بن أبي عَروبة عن زياد الأعلم. ونحوه في "مسند أحمد" (ج ٥ ص ٣٩) (¬٦) من طريق أشعث عن زياد الأعلم. ونحوه في "المسند" أيضًا (ج ٥ ص ٤٦) (¬٧) من طريق قتادة وهشام عن الحسن البصري.
---------------
(¬١) انظر "تعجيل المنفعة" (ص ٥١) و"ميزان الاعتدال" (١/ ٣١٠) و"لسان الميزان" (٢/ ٢٨٥).
(¬٢) "الثقات" (٦/ ١١٣).
(¬٣) انظر ترجمته في "تهذيب التهذيب" (٦/ ٣٣٢).
(¬٤) رقم (٧٨٣).
(¬٥) أبو داود (٦٨٣) والنسائي (٢/ ١١٨).
(¬٦) رقم (٢٠٤٠٥).
(¬٧) رقم (٢٠٤٧٠، ٢٠٤٧١).

الصفحة 127