كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 16)

وحديث عائشة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أوتر بركعةٍ. رواه الدارقطني (¬١). قال بعض شرَّاحه (¬٢): رواته كلهم ثقات.
ومثله في صحيح ابن حبان (¬٣) عن ابن عباس، قاله في "المغني" (¬٤).
قالوا: وقد ثبت عن جماعة من الصحابة الإيتار بركعةٍ، كسعد بن أبي وقّاص، ومعاوية وصوَّبه ابن عباس (¬٥)، بل رُوي عن الخلفاء الأربعة وغيرهم من الصحابة فمَن بعدهم.
وفي كلٍّ من أدلتهم نظر:
أما حديث: "الوتر ركعة من آخر الليل" فهو من الإطلاق الثاني كما مر، وليس فيه الاقتصار عليها، بل قد ثبت عن ابن عمر التصريحُ بخلافه كما مرَّ عن "سنن أبي داود" (¬٦). نعم، هو دليلٌ على مَن يقول: لا تكفي الواحدة وترًا وإن سبَقَها شفعٌ بغير نية الوتر.
وأما حديث أبي أيوب ففي "بلوغ المرام" (¬٧): ورجَّح النسائي وقفَه،
---------------
(¬١) (٢/ ٣٣).
(¬٢) هو شمس الحق العظيم آبادي في "التعليق المغني" (٢/ ٣٤).
(¬٣) رقم (٢٤٢٤).
(¬٤) "مغني المحتاج" (١/ ٢٢١).
(¬٥) أخرجه البخاري (٣٧٦٤).
(¬٦) رقم (١٤٢١) عن ابن عمر أن رجلًا من أهل البادية سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة الليل، فقال بإصبعيه هكذا: "مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر الليل".
(¬٧) (٢/ ٨) مع "سبل السلام".

الصفحة 287