كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 16)

قال الشارح ابن الأمير (¬١): وكذا صحَّح أبو حاتم والذهلي والدارقطني في "العلل" والبيهقي وغير واحدٍ وقفَه. قال المصنِّف: وهو الصواب. انتهى.
وأما قول الشارح بعد ذلك: "قلت: وله حكم الرفع، إذ لا مَسْرحَ للاجتهاد فيه أي في المقادير"، ففيه نظر ظاهر. ومع الإغماض عن ذلك فهو محمولٌ على الإطلاق الثالث، وليس فيه الاقتصار على .... ، وغايةُ ما فيه أن يكون دليلًا على من يقول: لا تكفي الواحدة وترًا وإن سبَقَها شفعٌ بغير نية الوتر، كما في ........ (¬٢).
وأما حديث عائشة عند الدارقطني، وابن عباس عند ابن حبان (¬٣)، أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -[أوتَر] بركعةٍ، فهو محمولٌ على الإطلاق الثاني أو الثالث، وكأنه مختصر من أحاديثهما المطولة، كما في الصحيحين (¬٤) عن عائشة كان يصلِّي من الليل عشر ركعات ويُوتِر بسجدة، وعنها عند مسلم (¬٥): إحدى عشرة. وحديث ابن عباس عندهما (¬٦)، وفيه: "فصلَّى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر".
قال في "الفتح" (¬٧): وظاهره أنه فصلَ بين كل ركعتين، ووقعَ التصريحُ
---------------
(¬١) في "سبل السلام" (٢/ ٨). وانظر "العلل" لابن أبي حاتم (٢/ ٤٢٨ - ٤٣٠) و"علل الدارقطني" (٦/ ٩٥ - ٩٧) و"السنن الكبرى" للبيهقي (٣/ ٢٤).
(¬٢) مكان النقط كلمات غير واضحة.
(¬٣) سبق تخريجهما.
(¬٤) البخاري (١١٤٠) ومسلم (٧٣٨/ ١٢٨).
(¬٥) رقم (٧٣٦).
(¬٦) البخاري (٩٩٣) ومسلم (٧٦٣/ ١٨٢).
(¬٧) (٢/ ٤٨٣).

الصفحة 288