كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 16)

وقد روى العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: "لما نزلت {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ} [محمد: ٣٨] قالوا: يا رسول الله، مَن هؤلاء؟ ... وسلمانُ إلى جنبه، فقال: هم الفرس، هذا وقومه". "المستدرك" (ج ٢ ص ٤٥٨)، وقال: صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (¬١) وغير واحد.
وهذه القصة تُشبِه تلك، ولا يبعد أن تكون واحدةً؛ فانتقل ذهن سالم أو ثور من آية القتال إلى آية الجمعة.
وقد روى الترمذي الحديثين (¬٢)، وقال في كل منهما: غريب.
أمّا أنا فأرى أنّه لا مانع من صحتهما معًا؛ كما ذكره الحافظ في "الفتح" (¬٣).
والقصة التي ذكر فيها آية الجمعة ليس فيها تصريح بأنّ فارسًا هي المراد بقوله تعالى: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ}، وإنّما فيها: "قال: قلت: مَن هم يا رسول الله؟ فلم يراجعه حتى سأل ثلاثًا، ومعنا سلمان الفارسي، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يده على سلمان، ثم قال: لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجالٌ أو رجلٌ من هؤلاء".
---------------
(¬١) (٢١/ ٢٣٤). وأخرجه أيضًا ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (٧/ ٣٠٦)، والطبراني في "الأوسط" (٨٨٣٨) والبيهقي في "دلائل النبوة" (٦/ ٣٣٤) وغيرهم.
(¬٢) رقم (٣٢٦٠، ٣٣١٠).
(¬٣) (٨/ ٦٤٢).

الصفحة 317