كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 16)

فصل
ما وجه التسمية
المشهور بين أهل العلم أنّه سُمّي يوم الجمعة لاجتماع الناس فيه.
قال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات" (¬١): "سُمِّيَ يوم الجمعة لاجتماع الناس فيه، هذا هو الأشهر في اللغة".
وفي "النهاية" (¬٢): "يوم الجمعة سُمّي لاجتماع الناس فيه".
ثم اختلفوا؛ فقال قائل: إنّ أوّل ذلك اجتماع الناس في الجاهلية عند كعب بن لُؤيّ، أو ابنه قُصَيّ. وقد تقدّم ردُّ ذلك (¬٣).
وقال ابن سيرين على ما في "مسند عبد بن حميد" (¬٤): إنّه اجتماع الأنصار عند أسعد بن زُرارة، كما تقدّم.
وقد قدّمنا ترجيحَ أنه لم يُسمَّ يومَ الجمعة يومئذٍ، وإنّما سمّاه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -. والظاهر أنّ ذلك بعد الهجرة، حين خصَّه بإبقاء الصلاة فيه ركعتين مع الخطبتين، وأوجب الاجتماع فيه.
---------------
(¬١) (٢/ ١/٥٤).
(¬٢) (١/ ٢٩٧).
(¬٣) انظره فيما سبق.
(¬٤) قال الحافظ في "الفتح" (٢/ ٣٥٣): "أخرجه عبد بن حميد عن ابن سيرين بسند صحيح إليه ... ". والمقصود به "تفسيره" لا "المسند". وانظر "الدر المنثور" (١٤/ ٤٦٩، ٤٧٠).

الصفحة 327