كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 16)

وبهذا يترجح أنّه اجتماع الناس للصلاة بعد فرض الاجتماع؛ وهو المشهور.
وممّن صرّح به ابن حزم كما في "فتح الباري" (¬١)، وابن دريد في "الجمهرة" (¬٢)، وعبارته: "والجمعة مشتقة من اجتماع الناس فيها للصلاة".
وقال الراغب (¬٣): "وقولهم: يوم الجمعة، لاجتماع الناس للصلاة".
القول الثاني: أنّه سُمّي بذلك لأنّ كمال الخلائق جُمِع فيه، قال في "الفتح": "ذكره أبوحذيفة البخاري في "المبتدأ" عن ابن عباس، وإسناده ضعيف". "فتح الباري" (ج ٢ ص ٣٩) (¬٤).
أقول: ورواه ابن جرير في "تاريخه" (¬٥)، قال: [حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط عن السدّي في خبرٍ ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود، وعن ناسٍ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: ... وإنما سمي يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق السموات والأرض].
---------------
(¬١) (٢/ ٣٥٣). وانظر "المحلَّى" (٥/ ٤٥).
(¬٢) "جمهرة اللغة" (١/ ٤٨٤).
(¬٣) في "مفردات القرآن" (ص ٢٠٢).
(¬٤) (٢/ ٣٥٣) ط. السلفية. قال الذهبي في "السِّير" (٩/ ٤٧٨): "كتاب المبتدأ كتاب مشهور في مجلدتين، ينقل منه ابن جرير فمَن دونه، حدَّث فيه ببلايا وموضوعات".
(¬٥) (١/ ٥٩)، وترك المؤلف فراغًا بعد "قال" عدة أسطر، وقد أثبتُّ النصَّ نقلًا عن المصدر، فإن الكلام الآتي مبني عليه. وذكر ابن جرير في تفسيره (٢٠/ ٣٩٣) إسناده إلى السدّي.

الصفحة 328