كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 16)
وقد روى أبو داود (¬١) وغيره من طريق أبي الأسود أنه سمع عروة بن الزبير يحدِّث عن مروان بن الحكم أنه سأل أبا هريرة: هل صلَّيتَ مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - صلاة الخوف؟ قال أبو هريرة: نعم، فقال مروان: متى؟ قال أبو هريرة: عامَ غزوة [نجد] (¬٢)، قام رسول - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى صلاة العصر، فقامت معه طائفة، وطائفة أخرى مقابلَ العدو وظهورُهم إلى [القبلة، فكبر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فكبروا جميعًا: الذين معه والذين مقابلي العدو، ثم ركع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ركعة واحدة، وركعت الطائفة التي معه]، ثم سجد فسجدت الطائفة التي تليها، والآخرون قيامٌ مقابلي العدو، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، [وقامت] الطائفة التي معه، فذهبوا إلى العدو فقابلوهم. وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو [فركعوا وسجدوا ورسول الله]- صلى الله عليه وآله وسلم - قائم كما هو، ثم قاموا فركع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ركعة أخرى وركعوا [معه]، وسجد وسجدوا معه. ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو، فركعوا وسجدوا ورسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قاعدٌ ومن معه، ثم كان السلام، فسلَّم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -[وسلَّموا جميعًا، فكان لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -] ركعتين (¬٣)، ولكل رجل من الطائفتين ركعة ركعة».
وعلَّق البخاري في غزوة ذات الرقاع في «الصحيح» (¬٤) طرفًا منه.
وهذه الصفة يمكن موافقتها للصفة التي رواها سعيد بن عبيد عن ابن
---------------
(¬١) رقم (١٢٤٠).
(¬٢) مخروم في الأصل، وكذا ما يأتي بين المعكوفتين فيما بعد، واستدركتها من سنن أبي داود.
(¬٣) كذا كتبها المؤلف. والجادة ورواية السنن: «ركعتان» بالرفع.
(¬٤) رقم (٤١٣٧).
الصفحة 376
1009