كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 17)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
في "الصحيحين" (¬١) وغيرهما عن هشام بن عروة عن أبيه قال: سُئل أسامةُ وأنا جالس: كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير في حجة الوداع حينَ دَفَع؟ قال: "كان يسيرُ العَنَقَ، فإذا وجدَ فجوةً نصَّ". لفظ البخاري، وزادا في رواية: "قال هشام: والنصُّ فوق العَنَق".
المشهور أن العَنَق سيرٌ فيه إسراع، وقد يَرِدُ على ذلك أنّ في روايةٍ في "صحيح مسلم" (¬٢). عن أسامة بن زيد: "فما زال يسير على هيئته (ويُروى: على هِينَتِه) حتى أتى جَمْعًا".
وفي روايةٍ في "المسند" (¬٣) سندها صحيح: "فجعل يَكْبَحُ راحلتَه حتى إنّ ذِفْرَاها لتكاد تُصِيب قادمةَ الرَّحْل، وهو يقول: يا أيها الناس، عليكم بالسكينة والوقار، فإن البرَّ ليس في إيضاع الإبل".
وفي أخرى (¬٤) سندها حسن: "فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا الْتحَمَ عليه الناسُ أعنقَ، وإذا وجدَ فُرْجةً نصَّ".
وفي "المسند" و"صحيح مسلم" (¬٥) في حديث جابر: "وقد شَنَقَ
---------------
(¬١) البخاري (١٦٦٦) ومسلم (١٢٨٦).
(¬٢) رقم (١٢٨٦/ ٢٨٢).
(¬٣) رقم (٢١٧٥٦، ٢١٨٠٣).
(¬٤) رقم (٢١٧٦٠، ٢١٧٦١).
(¬٥) "صحيح مسلم" (١٢١٨). وحديث جابر في "المسند" (١٤٤٤٠)، وليس فيه هذا اللفظ.

الصفحة 511