كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 17)
الحمد لله ...
فلسفة الأعياد وحِكْمَة الإسلام
العيد في العرف العام: يوم مخصوص من العام، تحتفل به الأمة بمظاهر السرور، وأهمها الزينة، ولذلك يسمى أيضًا يوم الزينة؛ كما أخبر الله عزَّ وجلَّ عن كليمه عليه السلام أنَّه قال لفرعون وقومه: {مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ} [طه: ٥٩].
منشأ الأعياد
إنَّ بروز الأمة بمظاهر السرور والزينة يُعبِّر عن سرور عظيم عامّ حدث لها، والسرور العام إنَّما ينشأ عن نعمةٍ عظيمةٍ عامةٍ حدثت للأمة.
إذن فالعيد يوم مخصوص من السنة، تحدث فيه كل سنة نعمة عظيمة للأمة، تبعث في قلوب أبنائها سرورًا عظيمًا، يسوقهم بطبيعة الحال إلى الاجتماع على إظهار الزينة بأنواعها.
إذن فالعيد ناشئٌ عن سبب طبيعي ثابت.
لكنَّ هذه الحال وإن انطبقت على بعض الأعياد، كيوم وفاء النيل بمصر، فإن غالب الأعياد ليس كذلك.
فمن ذلك أنَّ كثيرًا من الأمم تتَّخذ يوم استقلالها عيدًا.
ومن ذلك أول يوم من السَّنة؛ فإنَّ كثيرًا من الأمم تتَّخذ أول يوم من سنتها عيدًا.
فحدوث الاستقلال نعمة عظيمة على الأمة، ولكن اليوم الذي يقابله من
الصفحة 525
1009