كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 17)

بنت قيس بتطليقة كانت بقيت من طلاقها". (صحيح مسلم ج ٤/ ص ١٩٦ ــ ١٩٧).
قال (¬١) رحمه الله تعالى: "فإن قيل: أطلَّق أحدٌ ثلاثًا على عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -؟
قيل: نعم، عويمر العجلاني، طلَّق امرأته ثلاثًا، قبل أن يخبرهُ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنها تحرم عليه باللعان، فلم أعلم النبيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - نهاه .. ولم أعلمه عاب طلاق ثلاثٍ معًا".
أقول: حديث لعان عويمر قد رواه نفرٌ من الصحابة، ولم يذكر الطلاق إلا في رواية سهل بن سعد، رواها الزهري عنه.
ثم اختلف على الزهري:
فروي عنه كما ذكره الشافعي، رواه مالك وابن جريج وغيرهما (¬٢).
وروي عنه بلفظ "فطلقها" فقط، رواه الأوزاعي كما في "صحيح البخاري" في تفسير سورة النور (¬٣)، وعبد العزيز بن أبي سلمة عند أحمد (مسند ج ٥/ ص ٣٣٧) (¬٤).
وروي عنه بلفظ "ففارقها" فقط، رواه جماعة منهم: فليح عند البخاري في تفسير سورة النور (¬٥)، وعبد العزيز بن أبي سلمة وإبراهيم بن سعد عند
---------------
(¬١) أي الشافعي في "الأم" (١٠/ ٢٦٠).
(¬٢) رواية مالك عند البخاري (٥٣٠٨) ورواية ابن جريج عنده (٥٣٠٩).
(¬٣) البخاري (٤٧٤٥).
(¬٤) "مسند أحمد" (٢٢٨٥٦).
(¬٥) البخاري (٤٧٤٦).

الصفحة 637