كتاب آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية

2 - وعنه- رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أبشركم بالمهدي؛ يبعث على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وسكان الأرض، يقسم المال صحاحاً». فقال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: «بالسوية بين الناس».
قال: «ويملأ الله قلوب أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - غنى، ويسعهم عدله، حتى يأمر منادياً، فينادي فيقول: من له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل، فيقول: أئت السدان - يعني: الخازن، فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا. فيقول له: أحث، حتى إذا حجره وأبرزه؛ ندم، فيقول: كنت أجشع أمة محمد نفساً، أو عجز عني ما وسعهم؟ ! ». قال: «فيرده، فلا يقبل منه. فيقال له: إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده»، أو قال: «ثم لا خير في الحياة بعد». (¬1)
3 - وعن علي- رضي الله عنه -؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة». (¬2)
¬_________
(¬1) «مسند الإمام أحمد» (3/ 37 - مع منتخب الكنز).
قال الهيثمي: «رواه الترمذي وغيره باختصار كثير، ورواه أحمد بأسانيد، وأبو يعلى باختصار كثير، ورجالهما ثقات». «مجمع الزوائد» (7/ 313 - 314).
(¬2) «مسند أحمد» (2/ 58) (ح 645)، تحقيق أحمد شاكر، وقال: «إسناده صحيح»، و «سنن ابن ماجه» (2/ 1367). والحديث صححه أيضا الألباني في «صحيح الجامع الصغير» (6/ 22) (ح 6611).

الصفحة 233