كتاب آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية

وقال أبو الحسن الأشعري رحمه الله في سرده لعقيدة أهل السنة والجماعة: «الإقرار بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وما جاء من عند الله، وما رواه الثقات عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يردون من ذلك شيء، ويصدقون بخروج الدجال، وأن عيسى يقتله» (¬1)، وقال الطحاوي: «ونؤمن بأشراط الساعة، من خروج الدجال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء». (¬2)
ونقل أبو حيان في البحر المحيط عن الإمام ابن عطية أنه قال في تفسيره: «وأجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر من أن عيسى في السماء حي وأنه ينزل في آخر الزمان، فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويقتل الدجال، ويفيض العدل وتظهر به مله محمد - صلى الله عليه وسلم - ويحج البيت ويعتمر». (¬3)
قال الغماري: «وقد ثبت القول بنزول عيسى عليه السلام من غير واحد من الصحابة والتابعين وأتباعهم والأئمة والعلماء من سائر المذاهب على مر الزمان إلى وقتنا هذا». (¬4)
وقال الشيخ أحمد شاكر: «نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان مما لم يختلف فيه المسلمون، لورود الأخبار الصحاح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك وهذا
¬_________
(¬1) «مقالات الإسلاميين» (1/ 345) تحقيق الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد، الطبعة الثانية 1389 هـ، طبع مكتبة النهضة المصرية، القاهرة.
(¬2) شرح العقيدة الطحاوية، صـ 564، تحقيق الألباني.
(¬3) البحر المحيط لأبي حيان (2/ 473).
(¬4) عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى عليه السلام، صـ 12، مكتبة القاهرة، مطبعة دار المختار.

الصفحة 273