كتاب آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية

دينار والضحاك (وإنه لعَلم للساعة) بفتح العين واللام، أي خروجه علم من أعلام الساعة وشرط من شروطها وأمارة على قرب قيامها. (¬1)
وروى الإمام أحمد والحاكم عن ابن عباس (رضي الله عنهما) في تفسير هذه الآية {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} قال: هو خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة (¬2).
وهذا المعنى مروي عن عدد من أئمة التفسير واختاره الحافظ ابن كثير وغيره (¬3).
والآية الثانية: قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159)}. (¬4)
قرر كثير من المفسرين أن الضميرين في (به)، و (موته) لعيسى ابن مريم عليه السلام (¬5).
وقد روى ابن جرير الطبري - رحمه الله - عن أبي مالك - رحمه الله - في قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} قال:
¬_________
(¬1) (الجامع لأحكام القرآن) للقرطبي (16/ 105).
(¬2) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (4/ 329) حديث رقم 2921، وقال أحمد شاكر - رحمه الله - إسناده صحيح، وفي مستدرك الحاكم (2/ 254) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(¬3) انظر: تفسير ابن كثير (4/ 131 - 132)، وأيضا: تفسير الطبري (25/ 90).
(¬4) سورة النساء، الآية: 159.
(¬5) انظر تفسير الطبري (6/ 21)، وتفسير البغوي (1/ 497)، وتفسير ابن كثير (1/ 577).

الصفحة 275