كتاب آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية
يكتب الحديث، وقال لطلابه: «قيدوا العلم بالكتابة» (¬1)، وكان يحرص على اللفظ فإذا روى حديثا وشك في ألفاظه بين ذلك، فقد روى حديث وفد عبد القيس وفيه: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من الوفد؟ أو من القوم؟ وقال: مرحبا بالقوم أو بالوفد» (¬2)
المثال الثاني: أبو سعيد الخدري- رضي الله عنه - من المكثرين أيضا (¬3)، وكان يحرص على اللفظ، فقد سمع أبا هريرة يروي حديثا فيه: «ذلك لك ومثله معه» فقال أبو سعيد: وعشرة أمثاله معه يا أبا هريرة، قال أبو هريرة: ما حفظت إلا قوله: «ذلك لك ومثله معه» قال أبو سعيد: أشهد أني حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله: «ذلك لك وعشرة أمثاله» (¬4). ولا تعارض بين الروايتين، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قالهما وروى كل واحد منهما ما سمعه (¬5).
وعنه أيضا في حديث الشفاعة: «ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم (أو قال: بخطاياهم) ... » (¬6).
المثال الثالث: ابن مسعود: المقرئ الكبير، كان يحرص على اللفظ كما كان يكتب الحديث (¬7)، فقد روى حديث آخر أهل النار خروجا، وفيه:
¬_________
(¬1) جامع بيان العلم لابن عبد البر (ص: 72).
(¬2) صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب الأمر بالإيمان بالله ورسوله (1/ 46)، رقم (17).
(¬3) انظرا: أحمد شاكر: الباعث (ص: 187)
(¬4) صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب معرفة طريق الرؤية (1/ 167)، رقم (183).
(¬5) نفس المصدر السابق.
(¬6) صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب إثبات الشفاعة (1/ 172)، رقم (185).
(¬7) انظر: مصطفي الأعظمي: دراسات في الحديث النبوي (1/ 125 - 126).