كتاب آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية
«فيقول الله له: اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها» أو: «إن لك عشرة أمثال الدنيا» (¬1)، وفيه أيضا: «قال فيقول: أتسخر بي (أو: أتضحك بي) وأنت الملك» (¬2).
المثال الرابع: أبو هريرة -- رضي الله عنه - محدث الإسلام، من المكثرين (¬3)، كان يحرص على أداء اللفظ وإن شك في لفظين رواهما. ففي حديث شعب الإيمان روى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة ... » (¬4)، وقد سبق تمسكه بما سمعه في حديث الشفاعة، بينما تمسك أبو سعيد بما سمعه أيضا.
المثال الخامس: عبد الله بن عمر- رضي الله عنه - من المكثرين، وكان أشد الناس حرصا على لفظ الحديث، وكان يغضب غضبا شديدا إذا تغير لفظ الحديث، ونأخذ له روايتين:
الأولي: سمع ابن عمر عبيد بن عمير (¬5) يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مثل المنافقين كمثل الشاة الرابضة (¬6)
بين الغنمين»، فقال ابن عمر: «ويلكم لا
¬_________
(¬1) صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب أخر أهل النار خروجاً (1/ 173)، رقم (186).
(¬2) نفس المصدر السابق.
(¬3) انظر: أحمد شاكر: الباعث (ص: 187).
(¬4) صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب شعب الإيمان (1/ 63)، رقم (35).
(¬5) هو عبيد بن عمير بن قتادة الليثي، أبو عاصم المكي، ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله مسلم-، وعده غير في كبار التابعين، وكان قاضي أهل مكة، مجمع على ثقته، مات قبل ابن عمر. التقريب (ص: 651).
(¬6) الرابضة: ربوض الغنم والبقر مثل بروك الإبل وبابه جلس. مختار الصحاح (ص: 97، مادة ربض). انظر: ابن الأثير: النهاية (2/ 185) ط. المكتبة العلمية، بيروت.