كتاب آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية

تكذبوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مثل المنافق كمثل الشاة العائرة (¬1) بين الغنمين» (¬2). فقد سمى ابن عمر الرواية بالمعني كذبا.
الثانية: روى ابن عمر حديث أركان الإسلام فقال: «بني الإسلام على خمس: على أن يوحد الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، والحج» فقال رجل مستفهما: الحج وصيام رمضان؟ قال: «لا، صيام رمضان والحج، هكذا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (¬3). فقد رفض ابن عمر مجرد التقديم والتأخير في الألفاظ.
المثال السادس: أنس بن مالك -- رضي الله عنه - من المكثرين (¬4)، وكان يتقي مع ذلك الحديث عن النبي لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من تعمد على كذبا فليتبوأ مقعده من النار» (¬5)، وكان إذ روى حرص على اللفظ، فقد روى حديث «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه (أو قال: لجاره) ما يحب لنفسه»، فقد تردد أنس في اللفظ فبين ذلك من حرصه على أداء اللفظ كما سمعه (¬6).
المثال السابع: أبو بكرة -- رضي الله عنه - روى حديث الكبائر فقال: «كنا عند
¬_________
(¬1) العائرة: أي المترددة بين قطيعين لا تدري أيهما تتبع (انظر: ابن الأثير النهاية 3/ 328).
(¬2) انظر: أحمد: المسند (8/ 16) ت: أحمد شاكر، وصحح إسناده. ط. دار المعارف.
(¬3) صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب معرف الإيمان الإسلام (1/ 45)، رقم (16).
(¬4) انظر: أحمد شاكر: الباعث الحثيث (ص: 187).
(¬5) صحيح مسلم - المقدمة - باب التحذير من الكذب على رسول الله (1/ 10)، رقم (2).
(¬6) صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه (1/ 67)، رقم (45).

الصفحة 319