كتاب آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية

- والطائفة في لغة العرب، تطلق على الواحد، فما فوق.
- قال البخاري: ويسمى الرجل طائفة، لقوله تعالى {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} (¬1) فلو اقتتل رجلان دخلا في معنى الآية. (¬2)
- والتفقه في الدين يشمل العقائد والأحكام، بل التفقه في العقائد أهم من التفقه في الأحكام، فالإمام أبو حنيفة لما ألف كتابا في العقائد سماه «الفقه الأكبر».
- ففي الآية دليل صريح على وجوب الأخذ بخبر الواحد، سواء في العقائد أو الأحكام وإلا لما جاز للطائفة أن تنذر قومها. (¬3)
2 - قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}. (¬4)
- وفي قراءة أخرى «فتثبتوا». (¬5)
- فإنها تدل على أن من لم يكن فاسقا بأن كان عدلا إذا جاء بخبر ما فالحجة قائمة به، وأنه لا يجب التثبت بل يؤخذ حالا. (¬6)
¬_________
(¬1) الحجرات 9.
(¬2) صحيح البخاري - كتاب التمني، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق (6/ 2646).
(¬3) انظر العقيدة في الله، الأشقر 64.
(¬4) الحجرات 6
(¬5) فتح القدير، للعلامة محمد ابن علي الشوكاني، دار الفكر، الناشر محفوظ علي، بيروت، الطبعة الثالثة 1393 هـ.
(¬6) «العقيدة في الله» عمر الأشقر ص 64.

الصفحة 36