كتاب آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية

الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم أتٍ. فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة، فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام، فاستداروا إلى الكعبة». (¬1)
- فلو لم يكن خبر الواحد يفيد اليقين لما أخذ أهل قباء بخبر الواحد.
- قال ابن حجر: «والحجة منه بالعمل بخبر الواحد ظاهرة، لأن الصحابة الذين كانوا يصلون إلى جهة بيت المقدس تحولوا عنه بخبر الذي قال لهم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر أن يستقبل الكعبة، فصدقوا خبره وعملوا به في تحولهم عن جهة بيت المقدس وهي شامية إلى جهة الكعبة وهي يمانية على العكس من التي قبلها». (¬2)
4 - وعن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول «نضر الله أمرءاً سمع منا شيئاً فبلغه كما سمعه، فرب مبلّغٍ أوعى من سامع». (¬3)
«وهذا أيضا لا يقتصر على أحاديث الأعمال دون غيرها، بل هو عام متناول لأحاديث الأعمال والأحكام الاعتقادية، فلو لم يكن الإيمان بما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - من عقائد بأخبار الآحاد واجباً، لما كان لهذا الأمر من النبي - صلى الله عليه وسلم - بتبليغ حديثه مطلقا معنى، بل لبين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن ذلك مقصور على أحاديث
¬_________
(¬1) صحيح البخاري - كتاب التمني - باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق (6/ 2649)، رقم (2419).
(¬2) فتح الباري (13/ 237).
(¬3) رواه الترمذي وقال حديث «حسن» صحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 6764، طبعة المكتب الإسلامي.

الصفحة 39