كتاب آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية

وفرحه، وإمساك السماوات على إصبع من أصابع يده، وإثبات القدم له، من سمع هذه الأحاديث ممن حدث بها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو عن صاحب اعتقد ثبوت مقتضاها بمجرد سماعها من العدل الصادق، ولم يرتب فيها، حتى إنهم ربما تثبتوا في بعض أحاديث الأحكام .. ولم يطلب أحد منهم الاستظهار في رواية أحاديث الصفات البتة، بل كانوا أعظم مبادرة إلى قبولها، وتصديقها، والجزم بمقتضاها، وإثبات الصفات بها، من المخبر لهم بها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن له أدنى إلمام بالنسبة والتفات إليها؛ يعلم ذلك، ولولا وضوح الأمر في ذلك، لذكرنا أكثر من مائة موضع، فهذا الذي اعتمده نفاة العلم عن أخبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرقوا به إجماع الصحابة المعلوم بالضرورة، وإجماع التابعين، وإجماع أئمة الإسلام، ووافقوا به المعتزلة، والجهمية، والرافضة، والخوارج، الذين انتهكوا هذه الحرمة، وتبعهم بعض الأصوليين والفقهاء، وإلا فلا يعرف لهم سلف من الأئمة بذلك، بل صرح الأئمة بخلاف قولهم؛ ممن نص على أن خبر الواحد يفيد العلم: مالك، والشافعي، وأصحاب أبي حنيفة، وداود بن علي، وأصحابه كأبي محمد بن حزم». (¬1) (¬2)
¬_________
(¬1) «مختصر الصواعق» (2/ 361 - 362).
(¬2) للأستزاده في مسألة حجية خبر الآحاد في العقائد انظر.
- كتاب «الرسالة للشافعي» تحقيق أحمد شاكر.
- وكتاب «فتح الباري شرح صحيح البخاري» لابن حجر، كتاب أخبار الآحاد.
- ورسالة «وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة» للشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
- وكتاب «حجية الآحاد في العقيدة ورد شبهات المخالفين» محمد عبد الله الوهيبي، دار المسلم - الرياض.

الصفحة 45