كتاب آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية

6 - قوله بعدم حرمة أكل لحوم الحمر الأهلية:
فيقول عند تفسيره قوله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ}. (¬1)
«الآية وردت بصيغة الحصر القطعي، فهي نص قطعي في حل ماعدا الأنواع الأربعة التي حصر التحريم فيها». (¬2)
«فليس في القرآن ناسخ لهذه الآية وما في معناها من الآيات المؤكدة لها، ولا مخصص لعمومها». (¬3)
فيرى أن تحريم لحوم الحمر الأهلية كان عارضاً ومؤقتاً.
والصحيح هو حرمة لحوم الحمر الأهلية تحريماً مؤبداً لحديث أنس بن مالك- رضي الله عنه - قال «أصبنا من لحوم الحمر يعني يوم خيبر، فنادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر، فإنها رجس أو نجس». (¬4)
وهو الذي عليه جمهور أهل العلم، قال ابن قدامه «أكثر أهل العلم يرون تحريم الحمر الأهلية، قال ابن عبد البر، لا خلاف بين علماء المسلمين اليوم في تحريمها». (¬5)
¬_________
(¬1) الأنعام 145.
(¬2) تفسير المنار (8/ 149).
(¬3) المصدر نفسه.
(¬4) صحيح البخاري - كتاب الذبائح والصيد، باب لحوم الحمر الإنسية (5/ 2103)، رقم (5208).
(¬5) المغني (7/ 404).

الصفحة 85