كتاب آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية

معاوية ولا نسُبه» وكيف نحُب من بغى على جدنا وخرج عليه وكان سبباً في تلك الفتن التي كانت نكتةً سوداء في تاريخ عصر النور الأول لنور الإسلام، وبه تحول شكل الحكومة الإسلامية عن القاعدة التي وضعها لنا الله تعالى في كتابه بقوله في المؤمنين {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} (¬1) إلى حكومة شخصية استبدادية .... ». (¬2)
وهذا القول بلا شك مخالف لاعتقاد أهل السنة والجماعة في معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.
فالذي عليه أهل السنة والجماعة، وسلف الأمة وأئمتها، هو محبة الصحابة والترضي عنهم والدعاء لهم ومعاوية بن أبي سفيان من جملة هؤلاء الصحابة الكرام، بل ومن خيارهم.
كيف لا وهو خال المؤمنين، وكاتب وحي النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد دعي له النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «اللهم علم معاوية الكتاب وقه العذاب». (¬3)
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم اجعله هادياً مهدياً، واهده واهدِ به، ولا تعذبه». (¬4)
¬_________
(¬1) سورة الشورى، الآية 38.
(¬2) مجلة المنار (12/ 954).
(¬3) رواه أحمد في المسند (4/ 127) وابن حبان في صحيحة رقم (7210) وابن خزيمة في صحيحة برقم (1938) وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (1961).
(¬4) أخرجه البخاري التاريخ الكبير (5/ 240) وأحمد في المسند (4/ 216) والترمذي في سننه برقم (4113) وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي برقم (3018) وبالسلسلة الصحيحة برقم (3227).

الصفحة 95