كتاب آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «أول جيشٍ من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفورٌ لهم». (¬1)
وكان أول من غزا معاوية في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنهما.
ولقد ولاه عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - الشام كلها، لما رأى حسن سيرته، وقيامه بالمسلمين، وسد الثغور، وإصلاح الجند، وغلبة العدو، وسياسة الخلق.
وسئل الإمام أحمد عن رجُلٍ انتقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال إنه رافضي؟ قال: «إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئةُ سوء، وما يبغض أحدٌ أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا وله داخلةُ سوء». (¬2)
وقال ابن المبارك: «معاويةٌ عندنا محنة، فمن رأيناه ينظر إلى معاوية شزراً أهمناه على القوم، يعني على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -». (¬3)
وقيل لعبد الله بن المبارك، ما تقول في معاوية هو أفضل أم عمر بن عبدالعزيز؟ ، فقال: «لترابٌ في منخري معاوية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيرٌ أو أفضل من عمر بن عبدالعزيز». (¬4)
وقال ابن تيمية: «من لعن أحداً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كمعاوية بن أبي
¬_________
(¬1) صحيح البخاري - كتاب الجهاد والسير - باب ما قيل في قتال الروم (3/ 1069)، رقم (2766).
(¬2) (تاريخ دمشق) لابن عساكر، طبعة دار الفكر، الطبعة الأولى، 1418 هـ، (59/ 209).
(¬3) المصدر نفسه.
(¬4) المصدر نفسه.

الصفحة 96