كتاب الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية (اسم الجزء: 1)
ومنه قوله تعالى: (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) [التحريم 4] أي، وليه وناصره عليهم (¬1).
وقال تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [التوبة: 51] فمعنى (مَوْلانَا) أي: ناصرنا (¬2)، وقال تعالى: (أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [يوسف: 101]، فقوله: (أَنْتَ وَلِيِّي) أي: ناصري (¬3)، وقال تعالى: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) [الأعراف: 196] أي نصيري وظهيري (¬4).
وفي الحديث اللهم آت نفسي تقواها، وزكِّها أنت خير من زكّاها أنت وليها ومولاها (¬5).
والولي: الله عز وجل: أي الناصر والكافي، والولاءة والولي كلها مصادر ولي (¬6).
و (الولي) يطلق ويراد به القريب في النسب، قال تعالى: (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت: 34] أي كأنه قريب شفيق (¬7).
و (المولى) يطلق ويراد به الناصر والمؤيد، قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ
¬__________
(¬1) مختصر تفسير الطبري على هامش المصحف المفسر الميسر (644).
(¬2) تفسير القرطبي (8/ 161).
(¬3) مختصر تفسير الطبري على هامش مصحف الشروق المفسر الميسر (273).
(¬4) مختصر تفسير الطبري على مصحف الشروق (193).
(¬5) رواه الإمام أحمد مسند أحمد (4/ 371).
(¬6) معجم متن اللغة، تأليف/ أحمد رضا (5/ 817).
(¬7) انظر تفسير ابن سعد (6/ 577).