كتاب الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية (اسم الجزء: 1)

وقال تعالى: (وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ) [هود: 20] أي أنصار ينصرونهم، ويحولون بينهم وبين الله عز وجل (¬1) وتأتي كلمة (أولياء) بمعنى أنصار، قال تعالى: (وَلَوْ كَانُوا يُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إلَيهِ مَا اتَّخَذُوهُم أَوْلِيَاءَ) [المائدة: 81] أي يؤاخونهم بالمودة ويستنصرونهم (¬2).
وترد كلمة (أولياء) بمعنى الخاصة والبطانة قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) [النساء: 144] أي لا تجعلوا خاصتكم وبطانتكم منهم (¬3)، وقال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ للهِ جَمِيعًا) [النساء: 139] أي يتخذون الكافرين أعوانا وأنصارا (¬4) يتعززون بهم، ويستنصرون (¬5).
وتأتي كلمة (أولياء) بمعنى الاتحاد والتجانس، قال تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) [التوبة: 71] أي قلوبهم متحدة، في التواد والتحاب والتعاطف، غير ذلك من الأمور (¬6).
وتطلق كلمة (أولياء) ويراد بها الأصنام قال تعالى: (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الشورى آية: 9].
¬__________
(¬1) مختصر تفسير الطبري على مصحف الشروق (264)
(¬2) كلمات القرآن حسنين مخلوف ص (80)
(¬3) تفسير القرطبي (5/ 424).
(¬4) تفسير القرطبي (5/ 416).
(¬5) تفسير ابن سعد (2/ 197).
(¬6) تفسير القرطبي (8/ 202).

الصفحة 19