كتاب الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية (اسم الجزء: 1)

يَهْتَدُونَ سَبِيلاً * فَأُولَئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللهُ عَفُوًّا غَفُورًا) [النساء: 97 - 99].
ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في قنوته اللهم نج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنينا كسني يوسف (¬1).
ثالثا: وردت الأحاديث بذم من سكن مع المشركين وهو ليس من الضعفاء المعذورين، ولم يستطع إظهار دينه بينهم، ومعلوم أن الكفار بمكة كانوا محاربين لكل مسلم غير مجيزين إظهار الإسلام لديهم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «برئت الذمة ممن أقام مع المشركين في بلادهم (¬2)».
وقال عليه الصلاة والسلام: «إني بريء من كل مسلم مع مشرك» ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «ألا لا تراءى نارهما» (¬3) وقال عليه الصلاة والسلام: «أبايعك على أن تعبد الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتناصح المسلمين وتفارق المشركين» (¬4) فالخوف ليس عذرا في ترك الدعوة واعتزال الجماعة، فمن منا لا يخاف على نفسه وماله وأهله وعرضه؟ ولو كان مثل هذا الخوف يبيح ترك الدعوة واعتزال الجماعة لما نهض أحد بتكاليف الإسلام وقام بحق هذا الدين.
إن من يترك العمل للإسلام مع الجماعة الإسلامية بدون عذر شرعي
¬__________
(¬1) انظر الفتاوى ابن تيمية (35، 36).
(¬2) انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (2/ 411).
(¬3) رواه النسائي انظر سنن النسائي (8/ 36) وقال الألباني: حديث حسن. انظر: صحيح الجامع الصغير (2/ 17/ 1474).
(¬4) انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (2/ 230) رقم الحديث (636).

الصفحة 408