كتاب الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية (اسم الجزء: 2)

يقول سليمان بن سحمان:
فحق لذي فضل مراعاة فضله ... بقدر الذي قد يستحق به الأجل
يوالي على هذا وترعى حقوقه ... وكل على مقدار فضله قد حصل
ويبغض من وجه على هفواته ... وزلاته والسيئات من العضل
يراعي الذي قد كان أصلح للفتى ... وأنفع للدنيا وللدين والعلل
يعادى على هذا بمقدار ذنبه ... ويرحمه بالزجر عنها لينفتل
فليس يواليهم لأجل حظوظهم ... ولكن لأجل الله قصدًا إذا فعل
وليس يعاديهم لذلك أو لم ... يكن لمكنون النفوس من الدغل (¬1).
وإظهار العداوة، فيما تقدم إنما يكون مع الأشخاص الذين أظهروا المعصية ولم يندموا عليها.
أما من أظهر الندامة، وأقلع عن المعصية فالأولى أن نصفح عنه ونستره، ولا نظهر له العداوة، هذا بحال من اجتمعت فيه أفعال الطاعة وأفعال المعصية، فيوالى على قدر طاعته ويبغض على قدر معصيته.
وهذا المنهج ضروري للإنسان في تعامله مع الناس، حيث إن
¬__________
(¬1) انظر ديوان عقود الجواهر المنضدة الحسان/ سليمان بن سحمان ص 147.

الصفحة 461