كتاب الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية (اسم الجزء: 2)

يجب الإنكار عليه أشد من الإنكار على الكافرين؛ لأن شر الكافر غير متعد لمعرفة الناس بكفره، وهذا شره متعد إلى غيره من المسلمين؛ لأنه يدعي لنفسه الإسلام والاستقامة على الحق، فينخدع به بعض المسلمين، ولهذا يجب إظهار وإشهار بغضه وعداوته، والانقطاع عنه، وتحقيره والتشنيع عليه ببدعته، وتنفير الناس عنه وعن فعله بأعظم ما يكون.
وإن سلم في خلوة، فلا بأس برد جوابه، وإن تيقن أو غلب على ظنه، أن الإعراض عنه والسكوت عن جوابه يكسر على نفسه بدعته، ويؤثر في زجره، فترك الجواب أولى؛ لأن الجواب وإن كان واجبًا، فيسقط بأدنى غرض مثل كون الإنسان في الحمام، أو في قضاء الحاجة، وغرض الزجر مثل هذه الأغراض (¬1). أما إن كان في ملأ من الناس فترك الجواب أولى تنفيرًا للناس عنه وتقبيحًا لبدعته في أعينهم وكذلك كف الإحسان والإعانة عنه، لا سيما فيما يظهر للخلق (¬2).
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله): «وأرى هجر أهل المعاصي والبدع ومباينتهم حتى يتوبوا، وأحكم عليهم بالظاهر، وأكل سرائرهم إلى الله» (¬3). اهـ.
ويقول الشيخ محمد بن عبد اللطيف (¬4)، والشيخ عبد الله بن عبد
¬__________
(¬1) انظر فضيلة الألفة والأخوة مخطوطة بجامعة الرياض قسم المخطوطات برقم (1605) على ميكروفيلم (556/ 6) الورقة (29 - 30).
(¬2) المصدر السابق المكان نفسه.
(¬3) انظر الدر السنية جـ 1 ص 30.
(¬4) هو الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب من علماء نجد ولد بالرياض سنة (1282هـ - 1866م) وتفقه بها ورحل إلى عمان وقطر، ثم اليمن، ثم عين بعد ذلك قاضيًا بشقراء ثم نقل إلى قضاء الرياض وتوفي بها سنة (1367هـ) من آثاره، كتاب الدعوة إلى حقيقة الدين. انظر مشاهير علماء نجد ص 117 وانظر معجم المؤلفين عمر رضا كحاله جـ 10 ص 193.

الصفحة 466