كتاب الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية (اسم الجزء: 2)

الأبناء، وإذا قارنا بين آراء الزيدية في مسألة العصمة والإمامة والتقديس والرجعة والمعجزة والتقية والمهدية وتخطئة الصحابة، بآراء الشيعة الإمامة وببقية الفرق الأخرى لوجدنا أن هناك فرقًا كبيرًا بينهما، ولا يعني هذا خلو المذهب الزيدي من بعض المسائل والشوائب التي دخلت عليهم عن طريق التشيع لآل البيت فالمذهب الزيدي في جملته ينحو فيما يتعلق بالأسماء والصفات ونحو المعتزلة حيث إن زيد بن علي تتلمذ على يد واصل بن عطاء مؤسس مذهب الاعتزال في الأسماء والصفات (¬1).
وفيما يتعلق بالمسائل الإيمانية مخالف للمرجئة الذين يرون الإيمان مجرد التصديق بالقلب (¬2)، كما أن المذهب الزيدي يحمل طابع التشدد في الدين في بعض القضايا، ويشترك الزيدية مع الشيعة في قولهم في الآذان: (حي على خير العمل). والتكبير خمس مرات في صلاة الجنازة، ورفض المسح على الخفين ورفض الصلاة خلف الفاجر، وعدم أكل ذبائح غير المسلمين (¬3). هذا هو مذهب جمهور الزيدية، وقد شذ منهم بعض الفرق التي ضلت بسبب غلوها المفرط في التشيع وذلك مثل الجارودية وهم أتباع أبي الجارود بن المنذري العبدي، فقد خالفوا منهج الزيدية وضللوا الصحابة في اختيارهم غير الإمام علي (رضي الله عنه) ويرفضون إمامة أبي بكر (رضي الله عنه) وهم يعتبرون عند جمهور الزيدية، رافضة غلاة متطرفين. أما البترية، والسليمانية من فرق الزيدية فهما أكثر اعتدالاً من
¬__________
(¬1) انظر كتاب الملل والنحل للشهرستاني ح1 ص120، 124، 166، (طبعة القاهرة 1347هـ).
(¬2) انظر دائرة المعارف الإسلامية ج11 ص15.
(¬3) انظر تاريخ الطبري ج4 ص264 - 269 وانظر الفصل في الملل والنحل/ لابن حزم وبهامشه الملل والنحل للشهرستاني ج1 ص207 - 218. وانظر دائرة المعارف الإسلامية ج11 ص15 وانظر تاريخ الفكر الإسلامي في اليمن/ أحمد حسين شرف الدين ص130 - 131 وانظر فجر الإسلام/ أحمد أمين ص272.

الصفحة 537