كتاب الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية (اسم الجزء: 2)

الله - صلى الله عليه وسلم -. وقد بذلت الإرساليات النصرانية جهودًا مضنية في سبيل الحصول على معرفة أسرار العقيدة النصيرية، والوقوف على تعاليمها، وقد أفلح أحد المستشرقين الأمريكيين، في إقناع أحد أبناء شيوخ الطائفة النصيرية ويدعى (سليمان الأطنه وى) (¬1) بالكشف عن أسرار ديانة الفرقة النصيرية فألف كتابًا سماه "الباكورة السليمانية". فقام الأمريكيون بطبعه في بيروت سنة (1863م) وأهم ما جاء في الكتاب مما يتعلق بعقائدهم ما يلي (¬2):
1 - أن النصيرية علويون يعتقدون بألوهية الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وهم قسمان:-
الشمالية منهم يقولون: إنه حال في القمر، وهم الذين يسكنون الساحل في لواء اللاذقية، والكلازية وهم الذين يسكنون الجبال إلى أنه حال في الشمس ولذلك فالنصيرية عمومًا يقدسون الشمس والقمر وسائر النجوم ومن السّمات المميزة بين الشمالية والكلازية أن الشمالية يعفون اللحى بخلاف الكلازية فإنهم يحلقونها.
2 - يعتقد النصيرية بتناسخ الأرواح، فالأرواح الصالحة عندهم تحل في النجوم ولهذا يسمون عليًا (أمير النحل) أي أمير النجوم، والأرواح
¬__________
(¬1) هو سليمان الأطنه وي، وفي بعض المصادر (سليمان الأدنى) الأنطاكي من علماء النصيرية ولد في أنطاكية سنة (1250هـ - 1834م) وألف الباكورة السليمانية، وكان يقيم في جنوب تركيا ثم أرسل إليه بعض قراباته في سوريا رسائل استعطاف واستلطاف كي يزورهم، وعندما استجاب لهم وزارهم، قاموا بإحراقه بالنار جزاء ما أفشى من أسرارهم، وأظهر من خيانتهم.
انظر معجم المؤلفين/ عمر رضا كحاله ج4 ص256.
وانظر معجم المطبوعات، سركيس ص1041.
(¬2) انظر دائرة المعارف القرن العشرين ج10 ص249 - 250.
وانظر العقيدة والشريعة ص220 - 223 تأليف/ أجناس جولد تسيهر.
وانظر تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين د/ فيليب حتى ج2 ص220، 221. ترجمة د/ كمال اليازجي.

الصفحة 573