كتاب أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

مَخْلُوق وَللَّه عَليّ إِن أَظْفرنِي بِهِ لأقتلنه قتلة مَا قتلتها أحدا فَأَقَامَ بشر متواريا أَيَّام الرشيد نَحوا من عشْرين سنة
قَالَ وَهَذِه التأويلات الْمَوْجُودَة الْيَوْم بأيدي النَّاس مثل أَكثر التأويلات الَّذِي ذكرهَا أَبُو بكر بن فورك فِي كتاب التأويلات وَذكرهَا الْفَخر الرَّازِيّ فِي كِتَابه الَّذِي سَمَّاهُ تأسيس التَّقْدِيس وَيُوجد كثير مِنْهَا فِي كَلَام كثير غير هَؤُلَاءِ مثل أبي عَليّ الجبائي وعبد الجبار بن أَحْمد الْهَمدَانِي وَأبي الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ وَأبي الْوَفَاء بن عقيل وَأبي حَامِد الْغَزالِيّ وَغَيرهم هِيَ بِعَينهَا التأويلات الَّتِي ذكرهَا بشر المريسي فِي كِتَابه
قَالَ وَيدل على ذَلِك كتاب الرَّد الَّذِي صنفه الإِمَام الدَّارمِيّ عُثْمَان بن سعيد أحد الْأَئِمَّة الْمَشَاهِير فِي زمَان البُخَارِيّ صنف كتابا سَمَّاهُ رد عُثْمَان بن سعيد على الْكَاذِب العنيد فِيمَا افترى على الله من التَّوْحِيد حكى فِيهِ هَذِه التأويلات بِأَعْيَانِهَا عَن بشر المريسي بِكَلَام يقتضى أَن المريسي أقعد بهَا وَأعلم بالمعقول وَالْمَنْقُول من هَؤُلَاءِ الْمُتَأَخِّرين الَّذين اتَّصَلت إِلَيْهِم من جِهَته ثمَّ رد الدَّارمِيّ ذَلِك بِكَلَام إِذا طالعه الْعَاقِل الذكي يسلم حَقِيقَة مَا كَانَ عَلَيْهِ السّلف ويتبين لَهُ ظُهُور الْحجَّة لطريقهم وَضعف حجَّة من خالفهم ثمَّ إِذا رأى أَئِمَّة الْهدى قد أَجمعُوا على ذمّ المريسية وَأَكْثَرهم كفروهم أَو ضللوهم تبين لَهُ الْهدى

الصفحة 232