كتاب تفسير العثيمين: الشورى

الآيات (١ - ٣)
* * *

* قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {حم (١) عسق (٢) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الشورى: ١ - ٣].
* * *

{حم (١) عسق} هذه خمسةُ أحرفٍ (حاء) (ميم) (عين) (سين) (قاف) خمسة أحرف، لكنها أحرفٌ هجائيةٌ يعني هي مثلُ: (ألف) (باء) (تاء) (ثاء) (جيم) (حاء) (خاء) هذه (حاء) (ميم) (عين) (سين) (قاف) ليس لنا أن نتكلمَ لماذا اختار اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هذه الحروفَ بعينِها دونَ غيرِها؟ هذا ليس إلينا، ولا يمكننا أن نحيطَ بذلك علمًا.
لكن لنا أن نسأل: هل لهذه الحروفِ معنًى؟
الجواب: المُفسِّر رَحَمَهُ اللَّهُ يقولُ: [اللهُ أعلمُ بمرادِه به]، وهذا يقتضي أنه أثبتَ لهذه الحروفِ معانيَ لكنها غيرُ معلومةٍ، وهذه الحروفُ الهجائيةُ التي ابتُدئت بها بعضُ السُّوَرِ اختَلف فيها العلماءُ رَحِمَهُم اللَّهُ سلفًا وخَلفًا ما معناها، وهل هي رموزٌ أو أسماءٌ للسورِ التي ابتُدئت بها؟ ولكنَّا إذا طبَّقْنا ذلك على ما تقتضيه الأدلةُ وَجَدْنا أنها حروفٌ هجائيةٌ ليس لها معنًى.
الدَّليلُ: أنه لا يُوجَدُ في القرآنِ شيءٌ ليس له معنًى معلومٌ لجميعِ الناسِ؛ لأنَّه لو قدر أن في القرآن شيئًا مجهولًا لجميعِ الناسِ لم يكنْ هذا القرآنُ بيانًا للناسِ؛

الصفحة 12