كتاب شمائل النبوة للقفال

700 - أخبرنا أبو عروبة، نا عبد الرحمن بن عمرو، نا زهير، نا يحيى بن عبد الله بن عبد الله الجابر أبو الحارث التيمي، عن أبي ماجد الحنفي، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إن أول رجل في المسلمين أو من المسلمين قطع: رجل من الأنصار أتي به نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقيل: سارق. فقال: "اذهبوا بصاحبكم فأقطعوه"، فكأنما أسف وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم رمادا، فقال له بعض جلسائه: يا رسول الله لكأن هذا قد ساءك قال: "وما يمنعني أن تكونوا أعوانا للشيطان -أو قال-: لإبليس، ولا ينبغي لوالي أمر أن يؤتى بحد إلا أقامه، والله عفو يحب العفو" ثم تلا: {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون} ... الأية.
701 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود، نا رزق الله بن موسى، نا سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: أتي النبي عليه السلام بسارق فقطع يده، قلنا: يا رسول الله ما كنا نرى أن يبلغ منه هذا. قال: "لو كانت لفاطمة لقطعتها".
قال أبو بكر محمد بن علي: والذي ذكر في خبر عبد الله بن مسعود من قوله - بعد أمره بقطع يد السارق-: "والله عفو يحب العفو" معناه والله أعلم: أنه ندبهم إلى العفو عن السارق، وأن لا يرفعوه إلى الإمام، وأخبرهم أنهم إن لم يفعلوا هذا لم يسع إمام إهمال الحد، فيحصلوا هم تاركين للأخذ بالجميل، والله أعلم.

الصفحة 448