كتاب شمائل النبوة للقفال

ذكر أخبار في تغيير الأسماء القبيحة
الأسماء الحسنة وهو مما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله

قال الشيخ أبو بكر محمد بن علي رحمه الله: ومن عادة الأتباع أنه إذا ولد لهم مولود وكلوا تسميته إلى رؤسائهم، فصار للرؤساء هذا النوع من الحكم بما لهم من السلطان حتى ينتدبوا تسمية من لا اسم له ممن في ضمن رئاستهم، ويغيروا اسم من لا يستحسنون اسمه من أتباعهم وعبيدهم، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم لمحله من سلطان السياسة العامة للجن والإنس في النفوس والأموال والأرواح ما يفعل من هذا ما يراه، فلا يجوز مخالفته ولا الاعتراض عليه كما قال جل وعز: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله، أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}.
ولم تزل عادات الناس ذوي العقول النفور عن الاسم القبيح والخلق القبيح، وأفعال هذا الباب فيما يتفاءل به ويتطير منه، وعلى هذا المعنى ما روي عن سعيد بن المسيب في امتناع جده حزن من قبول ما غير رسول الله صلى الله عليه وسلم من اسمه أنه لم تزل فينا حزونة إلى اليوم. ومن هذا ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله: "إذا أبردتم إلي بريدا فاجعلوه حسن الوجه حسن الاسم".
وإذا كان الأمر على هذا فالأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنكر لهم الاقتداء بهم فيما يدخل في هذا الباب والله أعلم.

الصفحة 461