كتاب عوائق في طريق العبودية

والفكرة بالموت والعبرة بالأموات تهَوِّن هذا التعلّق وأيضاً الفكر في مفارقة هذا المحبوب قبل الموت حيث أن ذلك يحصل كثيراً يهون التعلق به.
كذلك التعب في تحصيله والهم والغم الحاصل عند حصوله لأنه لابد من ذلك ثم تَبِعاتُه في الآخرة وليس أشفى لهذا الداء من تدبر نصوص الكتاب والسُّنَّة الواردة بهذا الشأن وهي كثيرة جداً.
أما عشق الصور الجميلة وطلب وصالها فهذا أيضاً يُهونه التفكر في المحبوب وأنه مَحْشُوٌّ من الأنجاس والأقذار فكيف يتعبد القلب مَنْ هذه صفته وكما يقال:
لو فكّر العاشق في مُنْتَهى ... حُسْنِ الذي يَسْبِيهِ لم يَسْبِه

كذلك تحول هذا المعشوق وتغير جماله في وقت قصير وأيضاً تجنِّيه على عاشقه وإدلاله مع أنه ليس هنالك مهما بلغ من الحسن وإنما المسألة كما يقال:

الصفحة 6