كتاب التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار

فصاروا إلى ما ترى! (¬1) انتهى (¬2).
ولهذا حذر الله عباده من شؤم الذنوب والمعاصي التي تجلب الكوارث والدمار والبوار، فقال سبحانه وهو يذكرهم بما حلَّ بمن كَفَر به وعصاه من العقوبات والكوارث المدمرة: {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} (¬3)، وقال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مَنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ} (¬4)، وقال سبحانه: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُكْراً} (¬5)، وقال سبحانه: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} (¬6).
فالحذر الحذر قبل أن تحل بنا عقوبات الإله العظيم ونحن على أحوال لا
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد في (الزهد، 1/ 142)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 216)، وأخرج سعيد بن منصور نحوه في (سننه، 2/ 290).
(¬2) الجواب الكافي، ص (26).
(¬3) سورة الحج، آية: 25.
(¬4) سورة الحج، آية: 48.
(¬5) سورة الطلاق، آية: 8.
(¬6) سورة النحل، آية: 111.

الصفحة 18