كتاب إكمال تهذيب الكمال (اسم الجزء: 5)

ضرب العادل سعد ... بن سلم في السماجة
فقضى الله لسعد ... من إمام كل حاجة
قال يونس بن بكير، وكانا يتهمان.
وقال قتيبة: له عقب، وفيه يقول موسى شهوان:
يتقي الناس فحشه وأذاه ... مثل ما يتقون بول الحمار
لا يغرنك سجدة بين عينيه ... حذاري منها ومنها فرار
وذكر القاضي عبد الجبار في كتاب «الطبقات» أنه ممن استجاب لغيلان القدري وتلمذ له. وقال أبو الوليد في كتاب «الجرح والتعديل»: وفي الجملة أن قول ابن معين: إن مالكا ترك حديثه لكلامه في نسبه، ليس على ظاهره، ولو تركه مالك لذلك مع رضى أهل المدينة لحدث عنه سائر أهلها، وقد ترك جمعهم الرواية عنه، وفي قول جماعة أهل الحفظ من أئمة الحديث، وإنما أخذ يحيى بن سعيد عنه فإنه أخذ الصاحب عن الصاحب، أو لعله روى حديثا عرف صحته وسلامته، أو لعله أخذ عنه قبل طعنه في نسب مالك، ثم سافر إلى العراق، وحدث عنه هناك [ق 69 / أ] ولم يعلم ما أحدث بعده، ورأي الجمهور أولى، والظاهر أن أهل المدينة إنما اتفقوا على ترك الأخذ عنه لأنه قد طعن في نسب طعنا استحق به عندهم الترك، وقد ترك شعبة الرواية عن أبي الزبير ولا خلاف أنه أحفظ من سعد وأكثر حديثا وجرحه بأن قال: رأيته وزن فأرجح.
وطعن سعد في نسب مالك أعظم إثما مع ما يختص به من وجوب الحد الذي يمنع من قبول الشهادة، ويكونون اتفقوا على ترك الأخذ عنه ما لم يرضوا أخذ حديثه، وعندي أنه ليس بالحافظ، وقد أغرب بما لا يحتمل عندي حاله مع قلة حديثه، ولعل ذلك كان من قلة حفظه، وإن كان البخاري قد أخرج عنه حديثه عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يقرأ في «الجمعة في

الصفحة 226