كتاب إكمال تهذيب الكمال (اسم الجزء: 5)

آلاف وأربعمائة وسأله رجل عن شيء فقال القاضي: يأخذ خمسمائة وتسألني وسئل بعض العلماء عنه فقال: هو أعلم الناس بما كان. وقال أحمد بن حنبل: كان الحفظ لسفيان بالكوفة ولمالك بالمدينة ولليث [ق 109 / أ] بمصر والأوزاعي بالشام. قال يوسف بن أسباط: رأيت سفيان في النوم فقلت: أي الأعمال وجدت أفضل؟ فقال: القرآن فقلت فالحديث؟ فحول وجهه ولوى عنقه وقطب.
وعند أبي بكر التاريخي: بلغ شريكا أن سفيان يعتبه بولاية القضاء فقال شريك: نلي القضاء فنقضي بالحق ونرد مظلمة، وسفيان ينوب عن أبيه يحرس جذع زيد بن علي وهو مصلوب لئلا ينزل عن جذعه فبلغ ذلك سفيان فتلقى شرا أنبا بذلك ابن شبيب أبنا ابن عائشة فذكره قال: وثنا محمد بن سماعة، ثنا مهدي بن إبراهيم، ثنا مالك وذكر له سفيان فقال: ألحق الثور بالبقر.
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير»: قال المدائني: هو من ثور الرباب، وقال أبو سفيان: كان من أذكى الناس وقال سفيان: أنا فيه يعني الحديث منذ ستين سنة ووددت أني خرجت منه كفافا، وعن ابن المبارك قال: حدثت سفيان بحديث فجئته وهو يدلسه فلما رآني استحيا وقال: نرويه عنك نرويه عنك، وقال ابن مهدي: ما رأيت أعلم بالمناسك من سفيان لو سألته عن موضع كل حجر حجر لأخبرك، وما رأيت بالعراق أعلم منه، وكان ينزل على عمار بن سيف فيشرب عنده النبيذ فنزل عليه بآخره فأتاه بنبيذ فأبى أن يشربه.
قال ابن أبي خيثمة: ورأيت في كتاب علي: مالك عن سعيد بن المسيب أحب إلي من سفيان عن إبراهيم قال يحيى: وكل ضعيف.
وقال يحيى: رأيته بالكوفة لا يخضب ثم خضب بآخرة، قال: ومرسلاته شبه الريح وكان صاحب أبواب.
وقال الأشجعي: دخلت مع سفيان على هشام بن عروة فجعل سفيان يسأل وهشام يحدثه قال فلما فرغ قال: أعيدها عليك؟ قال: نعم. فأعادها عليه ثم خرج وأذن هشام لأصحاب الحديث وتخلفت معهم وجعلوا يسألونه فقال

الصفحة 406