كتاب الهدية الهادية إلى الطائفة التجانية

الله ونصوص المعصوم لاستحالة التناقض في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم أما كلام غير المعصوم فليس له هذه المرتبة لأنه يجوز عليه التناقض والجهل والغفلة والكذب أيضا، فكل ما أتعب نفسه به صاحب الرماح ذهب أدراج الرياح على أن هذا التكلف الذي تكلفه لا يوافقه عليه غيره من التجانيين فقد قال عبد الكريم بنيس الفاسي وهو مقدم تجاني مشهور ما نصه شعرا:
يا رب أن اعتقادي ... تصديق كل ولي
لا سيما تاج رأسي ... وصلتي للعلي
كنزي ودخري التجاني ... أحمد حب النبي
شريف أصل ممد ... للكل من أولي
ولا تأول أصلا ... بل ذلك فضل الغني
لا تنكرن وسلم ... تحظى بحسن الطوي
وللمحبة بادر ... ودع كلام الغوي
بحبه يا إلهي ... وبالنبي الزكي
عفوا فإني مسيء ... وأنت تعلم غي
فأنت ترى أن هذا المقدم التجاني يطلق قضية الإمداد ولا يقول بالتأويل الذي استنبطه صاحب الرماح من كلام شيخه حتى خص بعضه ببعض على أن هذا البحث غير مهم لأن المدد باطل من أصله وقد قلت في معارضة عبد الكريم بنيس قصيدة ضاعت مني وسأثبت هنا ما بقي عالقا في ذهني:
يا رب أني محب ... لكل عبد تقي
يوحد الله ربا ... ويقتدي بالنبي
ولا يقلد شخصا ... في دينه كالغبي
فما له من ولي ... غير الإله العلي
وما له من إمام ... غير النبي الزكي
وليس يعبد ألا ... رب العباد الغني

الصفحة 30