كتاب الهدية الهادية إلى الطائفة التجانية
للإيمان بتلك الأحدية الجمعية الكمالية ولما وجدت الصور الطبيعية العصرية ظهرت حكم ذلك الإيمان في كمل النفس البشرية فآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم فمعنى قوله كنت نبيا أنه كان نبيا بالفعل عالما بنبوته انظر شرحه - كذا - ثم قال الحاتمي أي وشارح كلامه وغيره من الأنبياء ما كان نبيا بالفعل ولا عالما بنبوته إلا حين يبعث بعد وجوده ببدنه العنصرية واستكمال شرائط النبوة فاندفع بذلك ما يقال من أن كل واحد بهذه المثابة من حيث أنه كان نبيا في علم الله تعالى السابق على وجوده العيني صورة وآدم بين الماء والطين وغيره من الأولياء
ما كان وليا بالفعل ولا عالما بولايته إلا بعد تحصيل شرائط الولاية من الأخلاق الإلهية في الاتصاف بها من أجل كون الله تعالى تسمى بالولي الحميد وخاتم الأولياء هو الولي الوارث الأخذ عن الأصل المشاهد للمراتب العارف باستحقاق أصحابها ليعطي كل ذي حق حقه وهو حسنة من حسنات سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم مقدم الجماعة، ثم نقل صاحب الرماح عن عبد الوهاب الشعراني وشيخه علي الخواص ما يؤيد ما نقله عن ابن عربي الحاتمي وقد أتعب نفسه هذا الإتعاب كله ليثبت لشيخه التجاني ما ادعاه من أنه خاتم الأولياء وممدهم.
ثم نقل صاحب الرماح عن الحاتمي أنه قال أنه رأى في المنام حائطا من ذهب وفضة كمل إلا موضع لبنتين أحدهما من ذهب والأخرى من فضة فانطبع في موضع تينك اللبنتين ففسرها بأنه خاتم الأولياء وقص رؤياه على أولياء زمنه فوافقوه على تأويله وأنه هو خاتم الأولياء فلم يشك أنه هو وقال في ذلك شعرا:
بنا ختم الله الولاية فانتهت ... إليها فلا ختم يكون لها بعدي
وما فاز بالختم الذي لمحمد ... من أمته والعلم إلا أنا وحدي
ثم نقل صاحب الرماح عن الحاتمي أنه تبين له بعد ذلك أنه ليس هو خاتم الأولياء وأن هذا الختم مدخر لولي يأتي في آخر الزمن فجهد نفسه واستعمل مكشافاته المزعومة ليطلع على هذا الولي الخاتم ويعرف اسمه وبلده وزمانه فرجع بخفي حنين، لكن صاحب الرماح لم يذكر الكتاب الذي نقل منه هذا الكلام من كتب ابن عربي الحاتمي وكتبه مشهورة موجودة بأيدي الناس وكذلك لم يذكر كلامه الأول من أين نقله؟ ولا يثبت شيء
الصفحة 32
144