كتاب الهدية الهادية إلى الطائفة التجانية
ولاية الله وطاعته وهذا مفهوم إلا أن الأقطاب بهذا المعنى لا جوهر لهم.
قال ابن منظور في" اللسان" الجوهر معروف، الواحدة جوهرة، والجوهر كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به، وجوهر كل شيء ما خلقت عليه جبلته. اهـ
وهذه المعاني لا يناسب شيء منها أن يكون مضاف إلى الأقطاب بمعنى السادة والرؤساء ولعل صاحب الرماح أراد أن يلقي الروعة والإجلال في قلوب جهلة القراء بذكر هذه الألفاظ ليسدوا ويغمدوا عيون بصائرهم وينجذبون إلى تصديق ما يدعيه لهم ودين الإسلام ليس فيه شيء اسمه القطب ولو كان موجودا لذكره الله في كتابه أو ذكره رسوله صلى الله عليه وسلم في حديثه فإنه لم يترك شيئا من الخير إلا دل الأمة عليه وما ترك شيئا من الشر إلا حذر منه أمته ومن ذلك التنطع والتكلف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هلك المتنطعون) قالها ثلاثا وذِكر هذه الألفاظ من التنطع وخِداع الجهَّال وقد قلت سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف 1341 وأنا مسافر بالقطار من القاهرة إلى الإسكندرية قصيدة طويلة مقصورة أنكرت فيها وجود القطب بالمعني الذي يريده المتصوفة فقلت:
ولا قطب نعرفه غير نجم ... يرى في السماء وقطب الرحى
ونحوهما لا الذي ذكروا ... يكون مقيما بغار حراء
يمد الأنام ويجري الشوؤ ... ن في الكون تالك أدهى الفرا
فهل من كتاب وهل سنة ... أتت من صحيح الحديث بذا
ثم ظهر لي أن اثبت هذه القصيدة برمتها هنا لما فيها من بيان التوحيد وذم البدع:
تركت الطريق طريق ... وأقبلت أتبع المصطفى
وسنته وكتاب الإله ... وأصحابه انجم الاهتدا
الصفحة 47
144