كتاب حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

فالآن قطعت أبهري- أي: عرق الظّهر المتعلّق بالقلب-» «1» .
وفي حديث أبي سعيد رضي الله عنه، أنّه صلى الله عليه وسلم قال: «كلوا باسم الله» ، فأكلنا «2» .
وعند ابن إسحاق: إن كان المؤمنون ليرون أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم مات شهيدا، مع ما أكرمه الله به من/ النّبوّة «3» .

[الأسد يدلّ رسول النّبيّ صلى الله عليه وسلم على الطّريق]
ومن ذلك: حديث الأسد، مع سفينة مولى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وكان أرسله النّبيّ صلى الله عليه وسلم برسالة إلى معاذ بن جبل إلى (اليمن) ، فضلّ الطّريق، فاعترضه الأسد فقال له سفينة: يا أبا الحارث، أنا مولى رسول الله، ومعي كتابه، فهمهم وتنحّى عن طريقه، وجعل يغمزه بمنكبيه حتّى أدلّه الطّريق «4» .

وأمّا النّوع السّادس: [إبراء المرضى وذوي العاهات]
وهو شفاء العلل بريقه وكفّه المباركة صلى الله عليه وسلم.

[ردّ عين بعد قلعها]
فمن ذلك: ما رواه ابن إسحاق، أنّ قتادة بن النّعمان أصيبت عينه يوم (أحد) حتّى وقعت على وجنته، فردّها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت أحسن عينيه. وفي ذلك يقول ابنه، [من الطّويل] «5» :
أنا ابن الّذي سالت على الخدّ عينه ... فردّت بكفّ المصطفى أحسن الرّدّ
__________
(1) أخرجه أبو داود، برقم (4512) ، بنحوه.
(2) أخرجه الهيثميّ في «كشف الأستار» ، برقم (2424) .
(3) الشّفا، ج 1/ 609.
(4) أخرجه البيهقيّ في «الدّلائل» ، ج 6/ 45. وأبو الحارث: اسم من أسماء الأسد.
(5) دلائل النّبوّة، ج 3/ 252.

الصفحة 154