كتاب حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار
وكان يجيب من دعاه من حرّ أو عبد، أو غنيّ أو فقير، وما دعاه أحد إلّا قال: «لبّيك» «1» .
ويعود المرضى، ويقبل عذر المعتذر، ويقبل الهديّة ويكافئ عليها، ويمازح أصحابه. ولكن لا يقول إلّا حقّا، ويخالطهم ويحادثهم، ويضع أطفالهم في حجره/، ويداعب صبيانهم، ويدعوهم بأحبّ أسمائهم «2» .
ويبدأ من لقيه بالسّلام والمصافحة، ولا يقطع على أحد حديثه حتّى ينتهي «3» .
وكان مجلسه مجلس حلم وحياء، وصدق وأمانة، إذا تكلّم أطرق جلساؤه كأنّما على رؤوسهم الطّير.
__________
(1) الشّفا، للقاضي عياض، ج 1/ 247- 248.
(2) الشّفا، للقاضي عياض، ج 1/ 248.
(3) الشّفا، للقاضي عياض، ج 1/ 249.