كتاب معتقد أهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات
وسمى نفسه سميعًا بصيرًا {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} وسمى بعض عباده سميعًا بصيرًا فقال: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإَنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً} وليس السميع كالسميع ولا البصير كالبصير ... ".
(وكذلك سمى صفاته بأسماء، وسمى صفات عباده بنظير ذلك، فقال: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} 1، {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ} 2، وقال: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} 3، {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّة} 4، وسمى صفة المخلوق علمًا وقوة: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} 5، {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} 6، وقال: {فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} 7، وقال: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَة} 8، وقال: {وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} 9، وليس العليم كالعلم ولا القوة كالقوة.
ووصف نفسه بأنه استوى على عرشه، فذكر ذلك في سبعة مواضع من كتابه أنه استوى على العرش.
ووصف بعض خلقه بالاستواء على غيره في مثل قوله: {لِتَسْتَوُوا عَلَى
__________
1 الآية 255 من سورة البقرة
2 الآية 166 من سورة النساء
3 الآية 58 من سورة الذاريات
4 الآية 15 من سورة فصلت
5 الآية 85 ن سورة الإسراء
6 الآية 76 من سورة يوسف
7 الآية 83 من سورة غافر
8 الآية 54 من سورة الروم
9 الآية 52 من سورة هود