كتاب الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي (اسم الجزء: 3)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
= صاحب المسند]: أبو إسحاق الهمداني مضطرب في هذا الحديث، يقول: عن عمرو ابن ميمون عن عمر، ويقول عن غيره، ويضطرب فيه. أ ه.
- والظاهر من صنيع النسائي أنه رجح المرسل من طريق سفيان، فإنه إذا استوعب طرق الحديث بدأ بما هو غلط، ثم يذكر بعد ذلك الصواب المخالف له [شرح علل الترمذي لابن رجب (٢٣٦)]، وهو هنا قد انتهى بالمرسل لما جمع طرق الحديث في المجتبى؛ وفي عمل اليوم والليلة.
- وقال ابن أبي حاتم في العلل (٢/ ١٦٦ و ١٨٦/ س ١٩٩٠ و ٢٠٥٦): «سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه زكريا بن أبي زائد وزهير، فقال أحدهما [قلت: وهو زكريا]: عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الآخر [يعني: زهير]: عن عمرو بن ميمون عن عمر [وقع عند النسائي: حدثني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم] عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ من خمس: ... فذكره. فأسهما أصح؟ فقالا: لا هذا ولا هذا. روى هذا الحديث الثوري فقال: عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ ... مرسل. والثوري أحفظهم. وقال أبي: أبو إسحاق كبر وساء حفظه بآخره، فسماع الثوري منه قديمًا. وقال أبو زرعة: تأخر سماع زهير وزكريا من أبي إسحاق. أ ه.
- وعلى هذا فقد رجح المرسل: النسائي وأبو حاتم وأبو زرعة.
- قلت: أما زهير وزكريا فقد تأخر سماعهم كما قال أبو زرعة.
- وأما سفيان وشعبة في مقابلة إسرائيل ويونس، وسماعهم قديم:
- فإن سفيان وشعبة وإن كانا أحفظ وأتقن، إلا أن أهل بيت الرجل هم أعلم الناس بحديثه، ولذلك فنقول بأن كلا القولين محفوظ، وكل حدث بما سمع، ورواه أبو إسحاق السبيعي على الوجهين مرة متصلًا فسمعه منه إسرائيل ويونس، ورواه مرة مرسلًا فسمعه منه سفيان وشعبة.
- فإن قيل: إن أكثر الأئمة على تقديم شعبة وسفيان في أبي إسحاق على إسرائيل، فيقال: إن طائفة أخرى تقدم إسرائيل في أبي إسحاق خاصة على الثوري وشعبة؛ منهم ابن مهدي فقد قال: «إسرائيل في أبي إسحاق أثبت من شعبة والثوري» وقد قدمه شعبة على نفسه؛ فلما قال له حجاج الأعور: حدثنا حديث أبي إسحاق، قال: «سلوا عنها إسرائيل فإنه أثبت فيها مني» [التهذيب (١/ ٢٧٩)]. شرح علل الترمذي (٢٩١)]. ولما سئل الدارقطني عن أثبت أصحابي أبي إسحاق قال: «إسرائيل أحفظ» وقدمه على الثوري وشعبة [سؤالات ابن بكير (٤٩)] لذلك فقد صحح الرواية المتصلة- رواية إسرائيل ويونس- فقال في العلل (٢/ ١٨٨) بعد أن ذكر الاختلاف: «والمتصل صحيح».
- وأما تدليس أبي إسحاق فإنه محتمل احتمله الشيخان، وهو قد سمع عمرو بن ميمون، إلا أنه لم يصرح بالسماع منه في هذا الحديث، وَلَمْ يظهر من جمع الطرق أن بينهما واسطة ومعلوم أن شعبة لا يروى عن أبي إسحاق إلا ما سمعه من مشايخه، فهو متصل، والحديث صحيح. والله أعلم.
- وقد ضعفه العلامة الألباني- رحمه الله تعالى- في ضعيف الجامع (٤٥٣٣). وضعيف سنن: =

الصفحة 1170