كتاب الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي (اسم الجزء: 3)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
---------------
=- من شيخه المعاصر له مع إمكان اللقاء والسماع وجوازه، أن ذلك محمول على الاتصال.
- قال الإمام مسلم- رحمه الله تعالى- في سياق حجته في مقدمة صحيحه (١/ ٣٣): "ولو ذهبنا نعدد الاختبار الصحاح عند أهل العلم من يهن بزعم هذا القائل ونحصيها لعجزنا عن تقصي ذكرها، واحصائها كلها ولكنها أحببنا أن ننصب منها عددا يكون سمة لما سكتنا عنه منها" ثم ذهب يذكر طرفا من ذلك إلى أن قال: "وأسند ربعي بن حراش عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين، وعن ربعي بن حراش تابعي كبير فهو ممكن لقاؤه بعمران بن حصين وجائز له السماع منه، وإن لم يعرف له سماع في الأسانيد، ومع ذلك فقد عد حديثيه عن عمران بن حصين- وهذا أحدهما- من الأخبار الصحاح عند أهل العلم. وهذا مقصودي من سياق هذا الكلام وهو تصحيح هذا الحديث وعده من الأخبار الصحاح عند أهل العلم بنقل الإمام مسلم نفسه وإن كان الصواب لم يحالفه في هذه المسألة والحق من مخالفه وهم جمهور أهل العلم: ابن المديني والبخاري وأحمد وأبو حاتم وأبو زرعه وغيرهم من أعيان الحفاظ [انظر: شرح علل الترمذي (٢١١). السنن الابين لابن رشيد الفهري. النكت على كتاب ابن الصلاح (٢/ ٥٩٥). السير (١٢/ ٥٧٣). وغيرها] من اشتراط ثبوت السماع- ولو مره- حتى يحكم للإسناد المعنعن من غير المدلس بالاتصال.
- وكما ذكرت فإن هذا الحديث هو أحد الحديثين رواهما ربعي عن عمران، قال النووي في شرح مسلم (١/ ١٤١): "أما حديثاه عن عمران: فأحدهما: في إسلام حصين والد عمران، وفيه قوله: "كان عبد المطلب خيرا لقومك منك" رواه عبد بن حميد في مسنده والنسائي في كتابه عمل اليوم والليلة بإسناديهما الصحيحين. والحديث الآخر: "لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله" رواه النسائي في سننه".
- ومع كون الأمر كذلك، وهو صحة هذا الحديث، مع أنه لا يعرف لربعي سماع من عمران، فإن ذلك راجع لكون ربعي لم ينفرد به قد توبع عليه [انظر: الأحاديث التي استشهد بها مسلم. للعلامة المعلمي اليماني (ص ٢٨)]:
- فقد رواه الحسن البصري عم عمران بن حصين قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي: «يا حصين كم تعبد اليوم إلها؟» قال أبي: سبعة: ستا في الأرض، وواحدا في السماء. قال: «فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك؟» قال: الذي في السماء. قال: «يا حصين! أما إنك لو أسلمت علمتك كلمتين تنفعانك» قال: فلما أسلم حصين قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم علمني الكلمتين اللتين وعدتني، فقال: «قل: اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي».
- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ١). والترمذي في الجامع (٣٤٨٤). وفي العلل الكبير (٦٧٧). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٤/ ٣٢٣/ ٢٣٥٥). والبزار (٩/ ٥٣/ ٣٥٧٩). =